السادة الأعزاء في مايو كلينك: التحقتْ ابنتنا بالمدرسة خلال السنوات الخمس الماضية بالفعل واستمتعت بالتجربة. والآن تتجه إلى الصف التاسع، وتريد تجربة مدرسة ثانوية تقليدية نوعاً ما. ومع ذلك، فقد أصبحت أكثر توترًا مع اقتراب المدرسة وتشكو من آلام في المعدة. كيف يمكنني تخفيف الانتقال بالنسبة لها ومساعدتها على أن تكون أقل قلقًا؟ 

الجواب: المدرسة هي واحدة من أهم الأماكن التي يتعلم فيها الأطفال وينمون فكريًا واجتماعيًا وعاطفيًا. ورغم رغبة الأطفال القوية بالعودة إلى بيئة مدرسية صحية، فإن التغيير قد يمثل تحديًا صعبًا. 

من المهم أن نتذكر أن الناس لا يتفاعلون مع التغيير بنفس الطريقة. تدرك طفلتك بوضوح أن العام الدراسي القادم سيبدو مختلفًا عن السنوات الماضية. 

وتتمثل الخطوة الأولى لمساعدة ابنتك على الانتقال في الحفاظ على طريقة تفكير صحية والتركيز على ما هو إيجابي. قد يجد طلاب المدارس الثانوية أن عواطفهم تتقلب ما بين الحماس والقلق. على الرغم من أن ابنتك تدعم هذا التغيير، ولكن كلما اقتربت لحظة التغيير، زادت احتمالية شعورها بالتوتر. 

أوصي بأن تجلس مع ابنتك وتحاول أن تعرف ما الذي يقلقها بشأن المدرسة. هل هي قلقة بشأن تكوين صداقات جديدة؟ هل هي قلقة من صعوبة الواجبات المنزلية؟ هل هناك شيء جديد قد يسبب القلق، مثل التعامل مع أرقام الخزانة أو تبديل الفصول الدراسية؟ 

في بعض الأحيان، مجرد القدرة على التحدث عن هذه التفاصيل والتعبير عن التوتر على هيئة كلمات، تساعد المراهق الذي يشعر بالتوتر. حاول مساعدتها في التفكير حول مآل الأمور. بشكل عام، الترقب أسوأ من التجربة الفعلية. 

أوصي أيضًا بالتحدث مع ابنتك عن تجاربك الخاصة في الانتقال إلى المدرسة الثانوية والقلق الذي كان لديك وكيف تغلبت عليه. حين تقوم بذلك، ستعلم ابنتك بأنها ليست وحدها في هذا الموقف، وأنه لا بأس بأن تكون متوترة، وهناك طرق لتجاوز هذا التوتر. 

أيضًا، ابحث عن فرص لتسهيل دخول ابنتك في روتين العودة إلى المدرسة. تحدث إلى إدارة المدرسة حول مخاوفها. إذا استطعت، رتب لجولة في المدرسة أو لقاء مع المعلمين قبل فترة التوجيه الدراسي. تحدث مع ابنتك عن التغييرات في الروتين اليومي، والتي يمكن أن تشكل تحديًا للجميع، حتى البالغين. 

والأهم من ذلك، ذكّر ابنتك بأن تظل مرنة وأن تكون منفتحة على احتمالية تغير مشاعرها على مدار العام. وأخبرها أنه لا بأس بألا تشعر بالراحة. إذ يظل المراهقون بحاجة إلى سماع التأكيد والتطمين من البالغين في حياتهم. 

بالنسبة لأي شخص يشعر بالقلق، من الشائع أن يكون سريع الانفعال أو يشعر بالخسارة أو الحزن. يمكن أن تحدث مشاكل النوم والتوتر الجسدي والقلق. 

ضع في اعتبارك هذه النصائح للمساعدة في إدارة الصحة النفسية لابنتك وتسهيل الانتقال إلى هذا العام الدراسي: 

  • كن واعيًا وداعمًا. 

كما فعلت بالفعل، كن فطنًا للتعرف على أي مخاوف أو قلق مستمر، واستمر في التحدث مع ابنتك حول مخاوفها. 

  • كن متفائلًا. 

التزم بالموقف الإيجابي بشأن الانتقال وشجعها على فعل الشيء نفسه. 

  • مارس الاسترخاء وتعلم مهارات جديدة لإدارة التوتر. 

استكشف كيف يمكن للاسترخاء أو التركيز الذهني أو التقنيات الأخرى للتحكم في التوتر، مثل اليوجا، تهدئة ذهنك. توجد العديد من الفصول الدراسية المجانية وتطبيقات الصحة النفسية على الإنترنت. العديد من هذه المهارات متنقلة ويمكن استخدامها في أي وقت وفي أي مكان. 

  • ضع روتينًا يوميًا عاديًا وحافظ عليه. 

ساعد ابنتك على الاستيقاظ والذهاب إلى الفراش في نفس الأوقات كل يوم قدر المُستطاع. ذكّرها بشرب الماء، مع محاولة المداومة على نظام غذائي صحي والتركيز على ممارسة الأنشطة البدنية، حيث يساعد الجسم السليم في الحفاظ على مزاج وفكر صحيين. 

  • جاحصل على الدعم من خلال الأصدقاء. 

ساعد ابنتك في التعرف على بعض الأصدقاء الذين قد ينتقلون أيضًا إلى المدرسة الثانوية، إما من المدرسة الافتراضية أو عن طريق الانتقال ببساطة من المدرسة الإعدادية. شجّعهم على التواصل قبل بدء المدرسة لمساعدتهم جميعًا على الشعور بمزيد من الثقة. 

قد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل أكثر أهمية في الصحة النفسية، لذلك إذا كنت تعتقد أن طفلتك تحتاج إلى مصادر إضافية للدعم، فإنني أوصي بالتحدث مع طبيب الأطفال أو أخصائي رعاية صحية آخر لتحديد مصادر الدعم المحلية في مجال الصحة النفسية. 

 

الدكتور كريج سوتشوك، علم النفس، مايو كلينك، مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا 

 

### 

 

نبذة عن مايو كلينك 

مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية